راية الأندلس ولا غالب الا الله
راية ترمز لحضارتها، وترتبط بمعاني وأحداث جرت خلال تاريخها، سنقوم بتفسيرها وتوضيح دلالاتها
عُرف أحفاد الأندلسيين المقيمين في البلاد العربية والباقين حاليا في الأندلس تحت الحكم الإسباني براية مميزة، وأصبحت هذه الراية رمزا للأندلس رغم أنها راية حديثة ولكنها مستخلصة من معاني وأحداث ورموز حدثت خلال التاريخ الأندلسي الطويل.
وعلى الرغم من وجود رايات أخرى منسوبة للمطالبين بعودة الأندلس وتتشابه مع هذه الراية في اللونين الأخضر والأبيض، ولكن بقيت راية (ولا غالب الا الله) هي الأقوى والأقرب والأعم والتي نالت الرمزية الأعلى في تمثيل الحضارة الأندلسية التي أنارت الإنسانية لقرون.
*** وأما أقسام الراية وتفسيرها فهي كالتالي:
1)))) ولا غالب إلا الله.
هو شعار الأغالبة الذي كانوا يستعملوه بجانب كلمة "غلب"، ولاحقا اعتمده الموحدون وأصبح يُنقش على الأعلام بعد الانتصار الكاسح ليعقوب المنصور في معركة الأرك عام 1195م، واعتمده بنو الأحمر فنقشوه بكثرة في قصورهم.
ورد في كتاب روض القرطاس لابن أبي زرع الفاسي:
"رايات الموحدين قد أقبلت، واللواء الأبيض المنصور في أولها عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا غالبَ إلى الله".
-
-
-
2)))) اللون الأخضر والأبيض.
هي راية إتخذها أحد ملوك الطوائف وهو ملك ألمرية المعتصم بن صمادح التجيبي عام 1051م، ونالت رايته استحسان الأندلسيين أنذاك.
ورد في كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للكاتب المقري التلمساني:
"روي أن الوزير أبا الأصبغ عبد العزيز بن الأرقم وزير المعتصم بن صمادح رأى راية خضراء فيها صنيفة بيضاء فقال:
نشرت عليك من النعيم جناحا...خضراء صيرت الصباح وشاحا
تحكي بخفق قلب من عاديته... مهما يصافح صفحها الأرواحا
ضمنت لك النعمى برأي ظافر ... فترقب الفأل المشير نجاحا"
-
-
-
3)))) اللون الأحمر والنجمة الثمانية.
وأما اللون الأحمر فيرمز للشهداء، وأما النجمة الثمانية فهي نجمة شهيرة استعملت بكثرة في الزخرفة الإسلامية لتصبح من أهم رموزهم، ويرتبط هذا الرمز بالعظمة و العطاء.
****** المصادر:
1) الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، ابن ابي الزرع الفاسي
2) الخط العربي والزخرفة الاسلامية، محمود الحبوري
3) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، المقري التلمساني
4) عطاءات الفن الاسلامي، هنري فوسيون.
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************
