بعد انكسار عسكر طومان باي في الجيزة بفعل وشاية عرب غزالة، هرب هو ومن معه إلى تخوم مدينة سخا بالغربية حيث الشيخ حسن بن مرعي، وابن عمه شاكر شيوخ قبيلة عرب محارب، وكانت تربطه بهم صلة قديمة. وبالفعل، لقي أبناء مرعي طومان باي وجنوده بكل ترحاب وعزموا عليه بالضيافة بعد أن قبّلوا يده، فقال لهم السلطان «ما نحن فاضون للضيافة ولا لغيرها، والعدو في أثرنا وقامت علينا العربان.. وما جئت لك إلا لتنظر لنا محلاً نحتمى فيه ثم ندبر أمرنا». ورحب آل مرعي بقدوم السلطان وليثق طومان باي بولائهم، وأحضر لهم مصحفاً وحلف ابني مرعي على ألا يخوناه، ولا يغدران به، ولا يدلسان عليه ولا يدلان عليه!
بعدها خرج ابن مرعي عنهم ليستطلع الأخبار، وقد حدثته نفسه بالخيانة، فلما سمع بخبر المكافأه أرسل للسلطان العثماني سليم بوجود طومان باي مختبئاً عنده، فبعث إليه السلطان سليم بفرقة من الجند كان على رأسها أمير الرومللي مصطفى باشا وجان بردي الغزالي شقيق زوجة طومان باي والذي خانه في معركة الريدانية، ليقبضا عليه ويسوقاه الى مصيره!
فى ديسمبر من نفس العام 1517 ارسل العثمانيون الامير قايتباى الدوادار بتجريدة إلى الغربية لتأديب العربان، فهرب ابن مرعي ومن معه للجبال ، وظل مختبئا لثلاث أعوام إلى أن جاء كاشف (متولي الضرائب) الغربية الأمير اينال السيفي، واستطاع استدراج ابني مرعي إلى سنهور في مارس عام 1519م، واقام لهما مجلسا خاصا وقدم لهما الخمر، ولما سكرا دخل عليهما الجنود وحزوا رؤوسهم بالسيوف، و علقها الامير اينال على حصان طومان باى، والذي كان في حوذة ابن مرعي منذ ايوائه للسلطان.
وفي مارس عام 1519 دخل حصان طومان باى القاهره وكان معروفا للعامة، يحمل رؤوس الخونه، بعد ذلك تم تعلقيها على باب زويلة ليشاهدها الجميع، وخرج الجميع ليشاهدوها ويلعنون اصحابها، ويروي ابن اياس عن علو صيحات الفرح المختلطة بزعاريد النساء في مشهد رائع، وظلت الجماجم معلقة بعدها لسنوات طويلة.
الصورة للفنان ادولف شريار بعنوان "المحارب العربي" عام 1850.
#وقال_الراوي